في حضورها الغائب سكنتني
كأنها خيالٌ تجسّد، أو وهمٌ صار أجمل من كلِّ يقين.
لم ألمسها يومًا لكنّي كنت أراها بعيني الحنين
أسمع ابتسامتها وأرتب خجلها على الورق.
هي التي لا تُنسى
أغمضتُ عيني
فرأيتُ القلمَ يتوهّج
يرسمها كما تسكنُ خيالي.
كانت هناك
مبتسمةَ الوجه
تحاولُ أن تُخفي خجلها بابتسامةٍ مرتعشة.
قالت لي
انظر تلك نافذتي
أليس المنظرُ أجمل؟
وفي عينيها
كان الخجلُ يرقص
والحنين يهمسُ بألفِ سؤال.
بدتْ لي كالياقوت
كأنها قُدَّت من ضوء ومرمر
هي الأجمل.
حاجبُها قوسُ شمسٍ ناعم
وجفنُها ظلُّ فرحٍ هادئ
ورمشُها
موجُ بحرٍ إذا اقتربتَ منه، يخجل.
أما عيناها
فأنهرٌ من عسلٍ صافٍ
وأنا الغريق
الذي لا يرجو نجاة.
وجهُها كنزٌ يتوهّج
أنا أكتب
أنا المنسوج من فتيلِ المعنى
أنا الغزل.
وثغرُها نهرُ ياسمين
يجري بي شوقاً
حتى صرتُ فيه القتيل.
وشفاهُها
قاموسُ غزلٍ يتساقطُ على الورد
كلّما نطقتْ
تهاوى عقيقُ الندى.
عنقُها أسطورةُ زمنٍ قديم
كأنها قصيدةٌ من حضارةٍ لا تُمحى.
وعطرُها
فوحُ المساء حين يعانق الذاكرة.
وفي صدْرِها
نبضٌ يوقظُ الحنين
صوتٌ لا يُقال
يُرى من تحت ستارٍ من حرير
كأنّه ينادي
بهمسٍ خجول
وصمتٍ مبحوح.
فلماذا أراها بعيني
حتى حين تغيب؟
لماذا تسكنني
وأنا لا أدري؟
محمد شامو