Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
Mohamad Shamo Jun 15
حين كتبتُ ثم حذفتُ،
رسالةً خجلى على طرفِ القلب
تُرى، هل شعرتَ بها؟
أم أنها كحلمي تلاشى قبل أن يُولد؟

كتبتُ إليك
كأنني أكتب لنفسي
أستعيرُ جرأتي من أنينِ الليل
ثم أمسحُ كلّ شيء
كأنّ شيئًا لم يكن
وأبقى أنا وقلبي في صمتٍ طويل.



أخشى البوحَ بما يسكنني
فالحنينُ ليس دائمًا ضيفًا لطيفًا
والكلماتُ أحيانًا
تفضحُ ما لم يحن وقتُه بعد.



ترددتُ
بين حرفٍ وكلمة،
بين، كيف حالك؟
وبين أشتاق إليك.
خفتُ أن يطولَ الغيابُ أكثر
أن لا تأتيَ الإجابةُ
أو يأتي السؤالُ بصيغةِ وداع.



هل تفهمُ ما أخفيه؟
هل يسمعُ قلبُك هذا الصمتَ المبعثر؟
أم أن رسائلي الممحوة
ستبقى في الظل
كما بقيتُ أنا في انتظارِ احتمال

كل نبضٍ هنا محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
معلمتي الصغيرة
تُعلّمني لهجتها الخاصة
وتضحك حين أُخطئ النطق
كأنّ الحروف تنحني لها
وتُعاندني أنا.



تسألني برقة
كيف تقولون الشوق في لغتكم؟
فأجيبها بصوتٍ خافت
الشوق عندنا لا يُقال
هو يُرى في العين
ويُؤكل في الصمت،
ويُشرب من قهوة الانتظار.


ثمّ تهمس
وكيف يُقال أحبك؟
فأردّ
نحن لا نقولها كثيرًا
نُخبّئها تحت وسائدنا
ونبعثرها على الطرقات التي لا نجرؤ أن نسير فيها.



معلمتي الصغيرة
أنتِ لغتي الجديدة
وكل لهجةٍ قبلك
كانت تمرينًا على الحُلم

محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
ما كنتُ أعرفُ وجهَكِ  لا ولم أسمعْ حكاياكِ
لكنّ قلبي حينَ مرَّ طيفُكِ  خافقًا ناداكِ.
لم أركِ لكي تُثني عليّ  ولا ادّعيتُ رضاكِ
إحساسي سبقني  كأنّه يعرفُ خُطاكِ



كأنّ بينَ الروحِ والروحِ عهدٌ لا يُرى
وكأنني عشتُ الهوى في عمرٍ ما مضى
أراكِ دونَ أن أراكِ  وأحنُّ
وأبتسمُ لطفًا  كأنّكِ في المكانِ معي تكونين



قالوا  تُحبُّ من؟
قلتُ لا أعلمْ  ولكنّي إذا ذُكرَ الجمالُ  أُصغي
وإذا مرّ النسيمُ  تذكّرتُ صوتاً لم أسمعه
وشعرتُ بدفءٍ  كأنّه من يديكِ يسري



لم أبحثْ عنكِ  بل وجدتُكِ تسكنينَ بين نبضي
كلّما حاولتُ نسيانَ الفكرة  رجعتِ كأول مرّة
فهل تُراكِ خيالًا لامسَ قلبي؟
أم أنّ القدرَ كتبكِ قبلي في صفحاتِ عمري؟



فإنْ رأيتُكِ يوماً لن أقول  أحبّكِ فقط
بل سأقول  أنا من عرفكِ قبلَ أن أعرفكِ
ومن نادى باسمكِ قبلَ أن يسمعه
ومن أحبكِ  يومَ لم يكن لكِ اسمٌ بعدُ في قلبي.

محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
في حضورها الغائب سكنتني
كأنها خيالٌ تجسّد، أو وهمٌ صار أجمل من كلِّ يقين.
لم ألمسها يومًا لكنّي كنت أراها بعيني الحنين
أسمع ابتسامتها وأرتب خجلها على الورق.

هي التي لا تُنسى

أغمضتُ عيني
فرأيتُ القلمَ يتوهّج
يرسمها كما تسكنُ خيالي.

كانت هناك
مبتسمةَ الوجه
تحاولُ أن تُخفي خجلها بابتسامةٍ مرتعشة.

قالت لي
انظر تلك نافذتي
أليس المنظرُ أجمل؟

وفي عينيها
كان الخجلُ يرقص
والحنين يهمسُ بألفِ سؤال.

بدتْ لي كالياقوت
كأنها قُدَّت من ضوء ومرمر
هي الأجمل.

حاجبُها قوسُ شمسٍ ناعم
وجفنُها ظلُّ فرحٍ هادئ
ورمشُها
موجُ بحرٍ إذا اقتربتَ منه، يخجل.

أما عيناها
فأنهرٌ من عسلٍ صافٍ
وأنا الغريق
الذي لا يرجو نجاة.

وجهُها كنزٌ يتوهّج
أنا أكتب
أنا المنسوج من فتيلِ المعنى
أنا الغزل.

وثغرُها نهرُ ياسمين
يجري بي شوقاً
حتى صرتُ فيه القتيل.

وشفاهُها
قاموسُ غزلٍ يتساقطُ على الورد
كلّما نطقتْ
تهاوى عقيقُ الندى.

عنقُها أسطورةُ زمنٍ قديم
كأنها قصيدةٌ من حضارةٍ لا تُمحى.
وعطرُها
فوحُ المساء حين يعانق الذاكرة.

وفي صدْرِها
نبضٌ يوقظُ الحنين
صوتٌ لا يُقال
يُرى من تحت ستارٍ من حرير
كأنّه ينادي
بهمسٍ خجول
وصمتٍ مبحوح.

فلماذا أراها بعيني
حتى حين تغيب؟
لماذا تسكنني
وأنا لا أدري؟

محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
من قبلكِ
كانتْ حروفي يتيمةً
تمشي على الورقِ بلا روح
تبني بيوتًا من صدى الكلمات
وتنهار في صمتِها كأنها لا تعني شيئًا.

كنتُ أكتبُ
ولكن لمن؟
وكيف لحرفٍ باردٍ أن يُدفِئ قلبًا تَعب؟



ثم جئتِ
يا غزيلةَ الضوءِ في عتمةِ أبجديتي
فإذا بالحرفِ نَبض
وبالقصيدةِ تنمو جناحاتُها نحو المعنى.



أصبحَ اسمُكِ
أبجديةً جديدةً لا يعرفها أحدٌ سواي
كلُّ حرفٍ فيه قصيدة
كلُّ نُقطةٍ فيه نَجمة
وكلُّ سكونٍ فيه همسٌ منكِ لا يُمحى.



يا أنتِ
لو علمَ الشعراءُ ما فعلتِ بالحروف
لتركوا دواوينهم
وجاؤوا يتعلّمون من سُكناكِ.



فلا تسألي كيف أحببتكِ
فأنتِ التي أعادت ترتيبَ لغتي
أنتِ
أبجديةٌ كتبني اللهُ بها
كي أُحبَّك

كل نبضٍ هنا محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
في عينيكِ
شمسٌ نَسيت الغروب،
وموجٌ بلا شاطئ
يُغرقني
كأنّ النجاةَ خيانةٌ للغرقِ الجميل.

كلّما نظرتُ،
أبصرتُ بلادًا لا أعرفُها
وأسماءً منسيّةً في ذاكرتي،
كأنكِ نافذتي إلى حياةٍ
لم أكن أعلم أنّي أفتقدها.

أفي عينيكِ زمنٌ آخر؟
أم ليلٌ طويلٌ يُخيطُني بالحنين؟
قلبي فيها
ورديٌّ كأغنيةٍ أولى،
وهادئٌ كدمعةِ عاشقٍ مرهف.

هي ليست عينين
بل لغةٌ لا تُقرأ،
سرٌّ لا يُقال،
قَصيدةٌ مكتوبةٌ على صفحات الغيم
بلحنٍ لا يحفظه إلا المطر.

من أين لكِ هذا الضوء؟
وهذا البهاءُ الذي يسكُن نظرتكِ؟
كأنكِ تملكينَ مفاتيحَ السكون،
وتحرّكين قلبي برفّةِ رمشٍ،
فأمشي إليكِ
كما يمشي الضوءُ نحو المعنى.

وفي عينيكِ ختمُ البداية
ولا نهاية.

محمد شامو
كلّ نبضٍ هنا
Mohamad Shamo Jun 15
أنا التشفيرُ في لحنٍ خفيٍّ لا يُقالْ
صوتي ارتباكُ الحرفِ في زمنِ السؤالْ

أمشي على ظلّي، وأخشى أنْ أفيقْ
فالعتمةُ أُنْسي... والضياءُ هوىً غريقْ

عينايَ... لا تُبديانِ ما في القلبِ من وَجَعٍ دفينْ
لكنّ صدري — آهِ — من ثقلِ الحنينْ

أخبّئُ روحي في التواءاتِ الكلامْ
وأبتسمُ... كأنّي ما شعرتُ من الآلامْ

كل نبضً هنا محمد شامو
Next page