Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
آهٍ لو أستطيعُ رسمكِ
كما يراكِ قلبي لا كما تراكِ المرايا
ألونُ عينيكِ بلونِ الرجاء
وأُطيلُ الرمشَ كي يُخفي خجلكِ العفويّ
وأجعل من ابتسامتكِ شمسًا
تُشرقُ حين تغيبُ الدنيا.

أرسمُ صوتكِ نغمةً على وترٍ رقيق
وعطركِ  نسمةً بين زهرتين تتهامسان
وشعركِ خيوطَ شمسٍ عند الغروب
تغفو عليها الحكايات.

لكنّي
لا أجيد الرسم
ولا الكلمات تكفي لتُشبهكِ
فأكتفي بالآه
وأُخبّئكِ في قصيدةٍ
لا يُمكن لأحدٍ أن يقرؤها
سواكِ.
فأنتِ لوحةٌ ضاعت
من دفترِ فنانٍ لا يُلام

كل نبضٍ هنا مني أنا محمد شامو
في هذه القصيدة، يحاول الشاعر أن يرسم ملامح من أحبّ، لا كما تراها العيون، بل كما يراها القلب.
كلّ تفصيل فيها لوحة من حنين، وكلّ بيتٍ محاولة لأن يُترجم المستحيل إلى كلمات.
هي قصيدة عن العجز أمام الجمال، وعن الحب حين يصبح فنًّا لا يُتقن إلا بالآه.
بقلم: محمد شامو
لم أعد ذاك اليافع الذي يُلاحق الفراشات،
ولا الشيخَ الذي يتكئ على عصاه
أنا زمنٌ يتقاطع فيه الغيم والضوء،
مررتُ بفصولٍ أربعة،
ثم رجعتُ أبحث عن الربيع في داخلي.

أحمل في عينيّ تجاعيد القصص،
وفي صوتي نُضج الصمت،
وفي قلبي
طفلٌ لم يكبر تمامًا،
ورجلٌ خاض دهشة الحياة أربعين مرةٍ،
وزادَ عليها اثنتين.

كل نبضٍ هنا
محمد شامو
هذا قصرُنا أنا وأخوتي وأهلي،
وذاكَ قبرُ أمي،
أحلامُ طفولتنا هنا،
دفءُ العائلةِ ما زال يُراودنا،
هنا كنّا ننتظرُ أمي
تلك الأمُّ الحنونة.

هذا بيتُنا القديم،
كنّا نغني، نلعب،
وأمي تنظّفُ الزوايا وتضحك،
كأنّها تزرع الفرحَ في كل جدار.

هنا بكى أخي الصغير حين سقط،
وهنا ضحكنا من طيَشه،
هنا أوصتْ أمي أن نحبَّ بعضنا،
وأن لا يُفرقَنا الزمانُ مهما جار.

هنا
كبرتُ قبل أواني،
أحملُ حقيبتي إلى المدرسة،
وأمي تُلوّح لي من خلف النافذة،
وجهُها، دعاؤها، ومنديلها الأبيض
لا يزالُ في الذاكرة.

وهنا كانت تنادينا
وقت الغروبِ
تخشى علينا من البردِ
ومن المساء إذا اشتدّ سواده.

هنا كبرتُ
وفي هذا البيتِ تركتُ طفولتي،
وضِحكة أمي،
ورائحتها في المطبخ
وصوتها إن قالت تعال، الطعام جاهز يا صغيري

هذا بيتُنا العتيق
ما زال يحفظ أنفاسنا،
ويخفي دموعنا على وسائدَ من قطنٍ قديم.
ما زال إذا مررنا به
ينادينا كما كانت أمّنا تنادينا

وكلّما اقتربنا
ارتجفَ الحنينُ فينا،
وكأنّ البيتَ
يريد أن يحتضنَ أبناءهُ
مرّةً أخرى

هذا قصرُنا
وهذا بيتُنا العتيق،
لا يزالُ في حجارتِه أنينُ الأمس،
وفي زواياه ضحكاتٌ لم تكبر،
وفي رائحتِه
وجهُ أمي،
وصوتُها
وكلّ الحياة التي رحلت.

هذا بيتُنا العتيق
نغلقُ أعيننا فنراه،
نمشي إليهِ كلما اشتقنا،
نبكيه
ثم نبتسم،
لأنه بيتُنا،
.وبيتنا لا يُنسى

كل نبضٍ هنا محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 21
هربتُ من الليلِ، من وجعي، من يقيني
ومن وجهِ قلبي إذا بانَ في المرايا.
نزعتُ اسمي، ونثرتُ وجهي على الطرقات
كأنّي أنسى كي لا أبقى بقايا.

ركضتُ كثيرًا خلف ظلّي
وكنتُ كلّما أبعدتُ، اقتربتُ من الحكايا
كأنّي المنفى، وكأنّي الوطن،
وفي قلبي ألفُ نداءٍ لا يُجابُ ولا يُنادى.

وأيُّ هربٍ ينفعُ وفي النبضِ إقامة؟
وأيّ منفى ينسيني ملامحَ من أهوى؟
فالقلبُ لا يبدّل نبضه، وإن تغيّرت الأرض
ولا العينُ تنسى، وإن طالَ البُعدُ وجفاها.

فدعني هنا، حيثُ لا جهةٌ تُغويني
ولا حكايةٌ تكتمل، ولا ذاكرةٌ تنطفئ
أنا الذي ظلَّ يمشي نحو قلبه كلّما ضاع
وفيه كلُّ الحنين وكلُّ النجاة.

إذا كنتَ تسكنُ روحي فذاكَ المقام
وإن غادرتَ، عاد بكَ الشوقُ من حيثُ تنام
كأنّ الرحيلَ هو قربُ القيامة.

محمد شامو
كل نبضٍ هنا
Mohamad Shamo Jun 15
يا شوقُ، ليتكَ ترحمُ القلبَ الذي
في حبِّها باتَ من الهمِّ يُعاني
واللهِ، إنَّ الشوقَ قد أضناني، وما
عادَ الفؤادُ يَحتملْ طولَ الهوانِ
فرفقًا، فإنّ القلبَ ذاقَ غرامَها
ما عادَ يَطيقُ ليلَ بُعدٍ وحرمانِ

تغفو العيونُ على طيوفِ جمالِها
ويُفيقُ قلبي كلَّ فجرٍ بأماني
إنْ كانَ لي في العمرِ نبضٌ باقيٌ
فدعوهُ في صدرِ الهوى أنْ لا يُدانِي

صدقُ القلوبِ غدا يُباعُ ويُشترى
والزيفُ صارَ على الوجوهِ رداءَ
لسنا بِقساةٍ… لكنّنا أدركنا،
أنّ الوفاءَ يموتُ في الأرجاءِ

فخذِ الذي يبقى، ودعْ ذاكَ الذي
خانَ الشعورَ وسارَ خلفَ هواءِ
واعلمْ بأنّ النبضَ حينَ يُكدَّرُ
يمضي بلا شغفٍ، ويطوي رجاءَ

واصبرْ، فإنّ الحزنَ من طبعِ المدى،
لكنّهُ في القلبِ يُنبتُ ماءَ

محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
أبَليتَني بحُبكَ، ثم رحلتَ ونسيتني
بَعثَرتَ المشاعرَ، وكَسرتَني وجرحتني
أشعلتَ في قلبي نيرانًا لا تُطفَأ
وغادرتني… وقد كنتَ لي كلّ الحياةِ.

كنتَ القصيدةَ حين ضاعتْ كلُّ الكلمات،
وكنتَ الأمانَ في زمنٍ خانني فيه الجميع.
فكيف لقلبي أن ينسى نبضَ حضورك؟
وكيفَ لطيفكَ أن يرحلَ عن عينيَّ؟

كأنك كنتَ وهمًا لامسَ روحي واختفى،
وتركتَني أُرتّقُ وجعي بالانتظار.
فهل تسمعني؟… أم مضيتَ بلا وداع؟
وهل أحببتَ يومًا… أم كنتَ مجرّد عابر؟

فلتبقَ ذِكرى... لا أُريدك عائدًا،
فالحبُّ الذي يُؤذي... لا يُشفى منه الغياب.
سأكملُ طريقي، وإن كان قلبي خلفك،
فبعضُ الوجع… يعلمنا أن لا نلتفت.

محمد شامو
Mohamad Shamo Jun 15
تخطّيتُه  ولكن، كيفَ أتجاوزُ ذكرياته؟
أطيافُهُ ترافقني في كلِّ لحظةٍ، وعذاباته.
أُحاولُ نسيانَه  لكنّ الذكرى تُلاحقني،
كأنها ظلٌّ لا يُفارقني مهما ابتعدتُ وانسحبتُ.

أراهُ في المارّين، في الأغنياتِ القديمة،
في التفاصيلِ الصغيرة، وفي فوضى الحنين.
هو جرحٌ نائمٌ على وسادتي،
وصدى صوته  ما زالَ يُوقظني من سُباتي.

تخيّلتُ الغيابَ خلاصًا فكان لعنة،
والنسيانَ دواءً فإذا هو السمُّ في عروقي.
فهل نُحبّ حقًا من ننسى؟
أم نظلّ نُحبُّ من يُشبههُ فقط لننجو؟

فيا من ظننتُه وطنًا ثم أضاعني،
قد تركتَ في القلبِ خنجرًا لا يُنتزع.
لن أعودَ إليك  وإن جاءني طيفُك باكيًا،
فبعضُ الأبوابِ  لا تُفتحُ مرتين.

سأكتبُك ذكرى لا تقرؤها إلا الريح،
وأمحوكَ من دفاتري بصمتِ الكبرياء.
فأنا من أحبَّ بصدقٍ  وانهزم،
لكنّني، في النهاية  نجوت.

محمد شامو
Next page